تعرفت على فتاة في أيام الثانوية.. وقد كانت من الخيرات اللواتي يلتحقن بحلق التحفيظ، والحريصات على حضور الندوات.. أحببتها لأنها أحبتني، وكنت في فترة عاطفية حرجة، ولكن بعد التخرج من الثانوية بدأت أنظر للأمور بشكل آخر؛ حيث إنني بدأت أكره عدم تأثرها بهذه الندوات والمحاضرات، أجدها حساسة وعاطفية فوق كل شيء، وتتبع هواها وإن لم يكن في معصية.. فقلّت علاقتي بها، ثم افترقنا، فقد دخلت الجامعة أما هي فلا.
وانخرطت في جامعتي أبحث عن معين يعينني وصديقة تهتم بي، ووجدتها.. تلك التي جمعتنا صلاة الجماعة وحفتنا الطاعة.. كانت تبحث عن الأجر أينما كان، فكنا نتناصح، حتى إنها تركت عباءة الكتف ولبست عباءة الرأس، مع العلم بأن عائلتها ليست متدينة، وأصبحت لا تسمع الأغاني مع الضغوط التي كانت تواجهها من هذه الأسرة، كنا نقص قصص الصحابة ونتبادل الأشرطة الإسلامية.. مرت سنة تقريبا ونحن على هذه الحال.. وأنا أراها قرة عيني وتراني كذلك، ولكن.. لم تكتمل هذه الفرحة! فقد بدأنا نتشاجر كثيرا، وتغيرنا بعضنا على بعض... حاولنا المصارحة ولكن لا فائدة، فما إن نتشاجر حتى نتصالح.. ولكن لم تعد أسسنا قوية كما في السابق، لقد أصبح همها الشاغل الدراسة، شعرت أنها أصبحت مادية.. ابتعدنا عن القصص، وحتى عندما نلتقي وأطلب منها أن نصلي جماعة أصبحت تصلي وتتركني.. حاولت أن أعيد الحماس إليها.. اقترحت أن نحفظ سورة "يس" هذا الصيف، لكن هي تعمل في الصيف من 7 صباحا حتى 4 عصرا، ولم أجد منها حماسا، حاولت تذكرتها ببعض الأحاديث التي كانت تذكرني بها، إلا أنني صعقت بها تقول: أنا من أخبرك بها! ثم تقول: الإنسان يحتاج إلى تذكرة...
أعلم أنها تريد العودة، ولكنها عاجزة عن الأخذ بالأسباب، استسلمت للكسل.. كما أعلم أن سبب خلافاتنا المستمرة ونقصان محبتها عندي هو أننا قطعنا شوطا بعيدا عن الله، أتمنى أن نعود كالسابق من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، ولكن لا أجد وسيلة لذلك، علما بأننا لا نستطيع الاستغناء بعضنا عن بعض..
سؤالي: هل أنا لا أعرف كيف أحافظ على الأصدقاء؟ وكيف أجد الوسيلة لإيقاظ صديقتي الثانية؟ وشكراً.
الغالية وجدان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أرى ـ يا أخية ـ أثراً واضحاً لاسمك، والله نسأل أن يرزقنا وجداناً يحبه ويرضاه.
اسمحي لي أن أخط لك ما أرى أهميته قبل البدء بالإجابة، وأقدم عذري عن الإطالة مسبقاً.
1ـ حرص الدين السمح أن يربط المجتمع بروابط وثيقة.. وأعظم آصرة وثقها الشرع: الإخاء والمحبة في الله، ولقد شهد التاريخ مشاهد عظيمة لمثل هذه الروابط، دلل من خلالها على أنَّ أعظم العصور رقيا، تلك التي ظهر فيها للمحبة في الله دور عظيم بين أفرادها.. والنصوص تشهد بذلك، قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ..} ويكفيهم فخراً: "حقت محبتي للمتحابين في.." وما هذا إلا مثل يسير!
2ـ كل العلاقات منتهاها الفناء والانقطاع والتقلب، إلا ما كان لله فهي تدوم: {الأخِلاّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ}.
3ـ العمل والقرب من الله نتيجة تلك العلاقات وذلك الإخاء وتلك المحبة.
4ـ هناك جانب من الإفراط والتفريط على الصعيد الواقعي في تطبيق المحبة، فقد يزين الشيطان والنفس الأمارة بالسوء علاقة شخصية بأنها لله.. وما هي إلا لغيره!! ويكثر الاهتمام بين الطالبات في أمر المحبة؛ لأنها مما ترغب النفس في تحصيله، ولكن الأساس: مَنْ أُحبّ، ومن أصاحب؟ وليس المهم أن أحب أو أصاحب!! فكم من محبة جرَّت ويلات وحسرات.. وصويحبات أهلكن صاحباتهن!! عافانا الله وإياك من ذلك.
5ـ قد تبدأ العلاقة ويراد بها الله والقرب منه والتعاون على الصالحات من الأعمال، لكنها تميل أثناء مسيرها إلى مشابهة طباع ومحاب ولباس وتوافه؛ لذا من المهم تعاهد هذه المحبة وإبعادها عن الشيطان وزلته والنفس وهواها.
6ـ لا بدَّ من تأسيس العلاقة على أن تكون خالصة لله.. وبين الفينة وأختها تراجع النوايا وتصفَّى من كل كدر.
هذا ما أردت بيانه قبل أن أجيب على استشارتك.
وأكتب لك جواباً لما سألت في هذه السطور، علَّني أنفعك بها، والله أرجو أن يرضى بها عنا.
أختي وجدان:
حينما تعرفتك على زميلتك الأولى كانت محبتك مرتبطة بمحبتها لك!! وهل هذا هو الأساس في المحبة؟! وأراك بينت السبب حينما ذكرت (بعد التخرج)... وكان يجب أن يكون أساس محبتك وبغضك هو ما يرضي الله ويبغضه. ثم افترقتما لله لا بسبب الجامعة!
وبدأت غاليتنا وجدان تبحث عن معين (وصديقة تهتم بي): إن كان قصدك الطاعة، فتذكرك إذا نسيت وتعلمك إذا جهلت؛ فخير الاهتمام طلبت!! والحذر أن يكون المبتغى اهتمام النفس بالدنيا ومظاهرها.
ووجدت ـ أختاه ـ صديقتك الثانية وقرَّت عينك سنة، ثم.. بدأت المشاجرات؛ والسبب ذكرته، هو: الشوط البعيد عن الله.. وقد ذكرت عبارة مهمة: (لم تعد أسسنا قوية).. هذا الداء ومنه الدواء! فابدئي بتقوية أساسك معها ومع غيرها، وإذا كنت متأكدة من عزمها على العودة فلم العجز؟! ولا انقطاع محبة إلا بذنب!! فأكثري من الاستغفار، ابدئي بتفتيش دقيق في نفسك عن السبب وعن القاعدة المتبعة لكل علاقاتك.
اربطي محبتك في الله وحده.. (فلواحد كن واحداً في واحد..)!
ولا نستطيع أن نحكم بأنك لا تحافظين على الأصدقاء!! فصديقتك الأولى: لم يكن الأساس أصيلاً.. والثانية: تعرض معها الأساس لضعف!! ولم يتضح دورك في عدم المحافظة.. هل صدر منك ما يسوء تجاه صحبتك؟!
وكل هذا ـ يا حبيبة ـ ينتهي لو رجونا الله في محابنا كلها، وسألناه حسن الخلق، وتمسكنا بوصية الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن".. حينها سنتآخي في الله ونحافظ على أحبابنا ونعيش خير المعاش وتُحسن خاتمتنا (بإذن الله) ونلقى الله وهو راض عنا.
أما الوسيلة لإيقاظ صديقتك الثانية والأولى، فهي من خلال الطرق التالية:
ـ الاستعانة الدائمة بالله.
ـ صلاح الباطن والسريرة وإخلاص العمل لله.
ـ البعد عن الأثرة، والتخلق بخلق الإيثار.
ــ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما يناسب الحال، والنصيحة بالكلمة الطيبة، بالهدية الصادقة.. بالقلب الحاني المحب للخير. والبدء بالمتفق عليه من الأمور.
ـ التواضع للمنصوح وقصد إظهار الحق لا الترفع عليه!
ـ التزام الدعاء بالتوفيق وتيسير قبول الداعي للدعوة.
ـ اليقين بنصر الله لنا، إن نفذنا أمره: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَآمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ..}.
هذا والله أرجو لك الصحب النافع الذي يدلك على الخير ويقربك من ربنا المستعان سبحانه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..rnأنا في قسم الشريعة و قبل ما...
المزيدالسلام عليكم..rnإلى موقع لها أون لاين والمستشارين فيه والقائمين...
المزيدالسلام عليكم... rnعندي استشارة عن تصرف يقوم به ابني البكر عمرة...
المزيدالسلام عليكمrnابني يبلغ من العمر سبع سنوات ولكن ألاحظ عليه بعض...
المزيدالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..rn كيف أتخلص من عادة التدخين...
المزيدبسم الله الرحمن الرحيمrn السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
المزيدالسلام عليكم..rnوالله لا أدري من أين أبدا. أنا في 31 من عمري...
المزيدالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..rnأرجو أن تفيدوني في حيرتي ...
المزيدالسلام عليكم ورحمة الله و بركاته.. rnأحب أن أشكركم على كل الجهود...
المزيدبسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أنا عمري 17 , يوم كنت صغيرة...
المزيد