لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الدعوية » الدعوة والتجديد

29 - رجب - 1437 هـ:: 07 - مايو - 2016

أستحي من الله أن أفعل هذه المعاصي!

السائلة:عبدالملك

الإستشارة:خالد بن عبد الله بن شديد

السلام عليكم
أنا شخص غير متديّن يعني أفعل الكثير من المعاصي ، لكن في نفس الوقت أستحي من الله أن أفعل هذه المعاصي وأريد منه أن يستجيب لدعائي ، يعني أنّي أحسّ أنّني منافق لأنّني أعصي الله ، أطلب منه والله إنّي أحبّ الله وأستحي منه الطلب وفي نفس الوقت أحسّ بتأنيب الضمير فما الحلّ ؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم أنبيائه وعلى آله وصحبه ومن اتّبع سنّته إلى يوم الدين وبعد .
أخي الكريم ( عبد الملك ) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد سأجيب على استشارتك على شكل نقاط كالآتي :
1- جعلنا الله وإيّاك من المتّقين التوّابين.
2- هذه نفسك اللوّامة تلومك على المعاصي ودليل حياة الإيمان وجذوته عندك بإذن الله حيّة .
3- الثبات على الدين والتقى لا يأتي من الرغبة بل هو منّة من الله قوله تعالى : من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا ) بيّن جلّ وعلا في هذه الآية الكريمة : أنّ الهدى والإضلال بيده وحده جلّ وعلا ، فمن هداه فلا مضلّ له ، ومن أضلّه فلا هادي له . وقد أوضح هذا المعنى في آيات كثيرة جدّا ; كقوله تعالى( ومن يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصمّا) ، وقوله ( من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون ) ، وقوله( إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء )، وقوله : ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ) ، وقوله( إن تحرص على هداهم فإنّ الله لا يهدي من يضلّ وما لهم من ناصرين ، وقوله تعالى : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضلّه يجعل صدره ضيّقا حرجا كأنّما يصعّد في السماء) والآيات في مثل هذا كثيرة جدّا . فالهداية منه وحده فاطلبها منه سبحانه .
4- فاحرص على الهداية بالدعاء أن يحبّبك إليه سبحانه أن تحبّه وتحبّ ما يحبّه (اللهمّ إنّي أسألك حبّك وحبّ من يحبّك وحبّ كلّ عمل يقرّبني إلى حبّك)فتتوضّأ وتصلّي طلبا للهداية والثبات على دينه وتتحيّن أوقات الإجابة كأيّام رمضان وأنت صائم هذه الأيّام في هذا الشهر المفضّل عند الإفطار وآخر الليل حيث نزول الربّ سبحانه وأثناء المطر والأذان وكذلك أذان الديك وكذلك آخر التشهّد في الصلاة ، ودعاء الوالدين، والعمرة والدعاء في السفر سبب إجابة الدعاء.
من شروط قبول الدعاء الأكل الحلال والشرب الحلال واللبس الحلال .
حدّثنا عبد بن حميد حدّثنا أبو نعيم حدّثنا فضيل بن مرزوق عن عديّ بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا أيّها الناس إنّ الله طيّب لا يقبل إلاّ طيّبا وإنّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يا أيّها الرسل كلوا من الطيّبات واعملوا صالحا إنّي بما تعملون عليم وقال يا أيّها الذين آمنوا كلوا من طيّبات ما رزقناكم قال وذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمدّ يده إلى السماء يا ربّ يا ربّ ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذّي بالحرام فأنّى يستجاب لذلك قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وإنّما نعرفه من حديث فضيل بن مرزوق وأبو حازم هو الأشجعي اسمه سلمان مولى عزّة الأشجعيّة أخرجه مسلم .
5- قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي)
حديث صحيح عن النبيّ
رواه الترمذي وصحّحه الألباني في صحيح الجامع برقم 2418 ولفظه :
(إنّه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه)
لا تسألنّ بني آدم حاجة
وسل الذي أبوابه لا تحجب
فالله يغضب إن تركت سـؤاله
وبني آدم حين يسأل يغضب

واعلم أنّك بالدعاء تكسب ثلاثا إمّا إجابة دعائك أو يدفع عنك شرّا أو حسنات وخيرا في الآخرة تسعدك أكثر وتتمنّى أنّ دعاءك في أمور الدنيا كلّها أجّلت للآخرة .
قال عمر رضي الله عنه (لا أحمل همّ الإجابة ولكن أحمل همّ الدعاء) لأنّ استحضار الدعاء وتيسيره خاصّة عند الخشوع وتنزّل الرحمات عطيّة الله ذي الفضل الذي سبحانه عطاياه لا تنفد .
حبّب إلينا وإليك الدعاء وأمتعنا به وآنسنا ويسّره .. وصلّى الله على نبيّنا محمّد .

( عزيزي الزائر: المستشار بحاجة إلى أن يعرف تقييمكم للإجابة.. فلا تبخلوا عليه بالتقييم الموجود في أعلى الإجابة على اليمين .. ولا تبخلوا على المستشير برسائلكم وتجاربكم فإن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه )