لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الاجتماعية » مشكلات زوجية-الأسباب الداخلية

10 - محرم - 1434 هـ:: 24 - نوفمبر - 2012

لا أرغب بطلاقها وهي مصرة عليه

السائلة:محمد

الإستشارة:محمد بن علي آل خريف

جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموقع والجهد الذي تبذلونه جعله الله في ميزان حسناتكم..
مشكلتي كالتالي أنا رجل متزوج ولي ولدين وصارت بيني وبين زوجه مشكلة وترغب زوجتي بالطلاق ومصرة على ذلك رغم محاولات أهلها معها وإلى الآن لم أدخل أهلي بالموضوع وترغب بالطلاق حتى إذا ذهبت إلى المحاكم الشرعية فماذا أفعل لكي أستطيع أن أرجعها لبيتها فأنا لا أرغب بطلاقها أشيروا علي فأنا لدي ولدين ولا أرغب بالطلاق نهائيا..

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم..
أخي الكريم محمد ---- السعودية
نرحب بك في موقعك وبين أخوتك ونقدر لك حسن تواصلك وثقتك كما نعتذر لك عن تأخر الجواب وقد قرأت رسالتك المختصرة جدا ولو فصلت عن طبيعة علاقتك بزوجتك وعوامل الاختلاف والاتفاق التي تجمعكم لكان أشمل بقدر يمكن من تصور المشكلة ومعرفة أبعادها المختلفة ومع ذلك سنجتهد في مدك بالمشورة التي نتمنى أن تساعدك في تخطي هذه المشكلة..
قلت لي أن سبب الخلاف هو إطلاع زوجتك على مكالمة حدثت بينك وبين زميلة لك في العمل، لا نعلم طبيعة تلك المحادثة وهدفها وهل لها سوابق أم لا؟ وهل لك علاقات من هذا القبيل أم لا؟ وهل سبق أن حدثت خلافات بينك وبين زوجتك من هذا القبيل؟
كل تلك التساؤلات وغيرها تكون حاضرة بإلحاح في سياق استعراض المشكلة وتحليلها..
ابتداء ينبغي أن تدرك وتتفهم غيرة زوجتك وردة فعلها وما يحدث لها من ألم جراء أي تصرف فيه علاقة مع امرأة أخرى هو أمر موجع للغاية لمشاعرها خاصة إذا كانت تحمل لك حبا صادقا ووفاء وإخلاصا يتملك عليها كل مشاعرها..
بعدها ينبغي عليك بناء على هذا الاستيعاب لردة فعل زوجتك أن تتخذ عدة خطوات تعيد الأمور لسابق عهدها من الوئام وصفاء العلاقة..
أولها كسب ثقة زوجتك ليس بكلام نظري بل بتدابير عملية عاجلة ومستقبلية تكرس استعادة ثقتها بك ومن بينها قطع أي تواصل مع النساء ولو من باب الزمالة..
حتى لو اضطررت لتغيير طبيعة عملة لتلافي الاحتكاك بالنساء من أجل إنقاذ بيتك وعلاقتك بزوجتك وهي تستحق التضحية بأكبر من ذلك ثم عليك في هذا السياق أن تثبت لزوجتك أنها متربعة بين حنايا قلبك حبا وتقديرا ومودة بكلمات حانية وعبارات صادقة مع هدية قيمة ترضي نفسها وتخفف من حنقها عليك..
ليكن تواصلك مباشر مع زوجتك من الخطأ أن تدخل أحد حتى لو كان من عائلتها أو عائلتك في بداية الخلاف ينبغي أن تكتسبون المهارة الفائقة لمعالجة أي خلافات بينكم بعيدا عن أعين وسمع الآخرين مهما كانت قرابتهم ولا يكون ذلك إلا في مشاكل كبيرة ومستعصية قد سبقتها مساعي بينية بين الزوجين لحلها ولم تفلح..
ليكن تواصلك مع زوجتك بعيد عن الانفعال والمناكفة وإعطائها فرصة تفضفض وتشتكي وكن مستمعا منصتا ثم بادل شكواها وعتابها بملاطفة ومحبة واشتياق ووعي وعهد تقطعه على نفسك بأن لا يتكرر منك ما يكدر خاطرها..
حبك لزوجتك يحفزك لبذل كل ما في وسعك لكسبها وترضيتها ورد اعتبارها من جرح قد تكون سببته لها دون أن تدرك خطورة تبعاته..
بادر بالتواصل مع زوجتك وفق ما ذكرت لك وليكن رائدك في ذلك الرفق والتودد وتحريك عاطفتها وبذل الوسع لاستنطاق محبتها لك ورضها بما تستطيع من مال أو هدية تليق بها..
وإياك والانفعال مهما صدر منها مكن تشنج وعتب فهو نبض طبيعي من امرأة اكتوت من لهيب الغيرة والصدمة فلا تؤاخذا وراع مشاعرها، وستجدها في نهاية المطاف قد سكنت بتدرج يعتمد على قدرتك في كسب ثقتها وودها..
ولا تنس اللجوء لربك بالطاعات والقربات ثم بالدعوات الصادقة بأن يصلح ما بينك وبين زوجتك ويجمعكما على خير..
وفقك الله وألهمك رشدك وأصلح أمرك..
والله الموفق..

عزيزي الزائر: للتعليق على رأي المستشار أو لإرسال رسالة خاصة للسائل .. أرسل رسالتك على الرقم 858006 stc مبدوءة بالرمز (35627) ( قيمة الرسالة 5 ريال على كل 70 حرفا )