لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الاجتماعية » مشكلات زوجية-الأسباب الداخلية » الزوجة وهاجس الطلاق

27 - ذو القعدة - 1432 هـ:: 25 - اكتوبر - 2011

زوجي كبير في العمر وصامت طوال الوقت!

السائلة:هدى م ا

الإستشارة:محمد محمود موسى الزواهرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أكتب لكم مشكلتي للمرة الثانية أي قبل حوالي سنة كاملة فقد أرسلت قبلها مشكلة تتلخص في أن زوجي أكبر مني أكثر من عشرين عاماً ومتزوجة مند حوالي عام ونصف هو يبلغ من العمر خمسون عاما وأنا 27 عاما، تحملت عاماً كاملاً وكأنني جماد في المنزل فهو لا يلاطفني ولا يداعبني ولو بحرف واحد وأنا الفتاة الرومانسية الحالمة التي كانت تحلم بإنسان يهديها نصف ما تملكه من المشاعر والأحاسيس.
أنا معروفة بحساسيتي الزائدة إلا أنني معه حاولت أن أحبه لم أستطع فهو يشبه أبي لدرجة كبيرة وللأسف الشديد حتى الآن لم يدخل علي وأشعر بقدرته الضعيفة في تلك الأمور.
أشعر بتعاسة وأنا في مقتبل العمر مع العلم أن جمالي ووضعي في العمل وثقافتي لا حدود لها وأذكر لكم هذه الأمور لأنني بدأت اشعر بالفارق الكبير بيني وبين زوجي.
لكم أن تتخيلوا حياتي مع إنسان كبير في العمر، صامت طوال الوقت، لا يتفوه بأي حرف إن كان عاطفيا أو سياسيا أو اجتماعيا أو غيره، وثقافته شبه معدومة.
كل ذلك بسبب فترة الخطوبة التي لم تتعد شهرا ولم أره فيها كثيرا لكنه كما أن ضغوط من أهلي أجبرتني على الموافقة وأنا لا أريده
أرجوكم الحل السريع هل أطلب الطلاق بالرغم من أن أهلي يرفضونه ويعتبرونه إهانة لمركزهم المرموق في المجتمع أم أدفن شبابي وجمالي وأحاسيسي التي لا حدود لها وأخشى أن تندثر وأعلمكم أن زوجي في سن لا يقبل التغيير أو التحويل فقد جربت مرارا ومرارا
أشكركم!

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله..
أختي الكريمة هدى:
هداك الله ورعاك وثبت على طريق الهدى والخير خطاك، وبعد :
أخيتي لقد شرع الله الزواج لحكمة بالغة وعلة سامية ألا وهي السكينة المفضية للمودة والرحمة المثمرة للنسل الطاهر لمن قدر الله له ذلك، فهذه هي الغاية من وراء الزواج الذي باركه الله تعالى وأمرنا بالمحافظة على أواصره وتثبيت دعائمه، وحذرنا من إفشاله وإفساده من غير ما بأس، وجعل ذلك سبباً لعقوبته وحلول غضبه حيث قال صلى الله عليه وسلم:" أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ" وعليه فلا بد لنا من الحفاظ على زواج والاجتهاد لتحقيق ثماره قدر استطاعتنا وبمنتهى طاقتنا لنعذر أمام ربنا ومولانا .
وأما إذا حصل منا الاجتهاد في تحقيقك ذلك بنية صالحة وإرادة صادقة ومع ذلك لم تظهر حكمة الزواج وثمرته من السكينة والمودة والرحمة وإشباع الغريزة التي شرع الزواج أصالة لها، فعند ذلك شرع الله الطلاق بعد ذلك حتى لا تفسد البيوت ويبدل شكر النعم بها كفرا، كما قالت الصحابية الجليلة امرأة ثابت بن قيس حيث أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس، ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني (أكره الكفر في الإسلام) وعنت بذلك أي أكره أن أقع في أسباب الكفر من سوء العشرة مع الزوج ونقصانه حقه والأصل نقيض ذالك.
وعليه أختي الفاضلة فأنا أنصحك والحالة كما ذكرت!! أن تضعي أهلك في الصورة، وأن تفصلي لهم جوانب القضية بالتفصيل، خصوصاً قضية المعاشرة الزوجة والاتصال الزوجي، وأن الرجل لم يحقق الثمرة من وراء زواجه، وأنك لا تطيقين ذلك، وأنه إكراماً لهم وتقديراً لمشاعرهم قد صبرت سنة ونصف عل الأمر يتغير والحال يتبدل؛ ولكن الأمر هو هو لم يتغير والظاهر أنه لن يتغير، وأن للصبر حدود.
وأنا أنصحك أخيتي العاقلة أن تبدئي بأقربهم عقلا لك، وأحنهم عليك، وأشفقهم بك، ليكون عوناً لك في طرح الموضوع وإيصاله لأهلك، والمؤمن قوي بأخيه.
فأنا لا أرى بناءً على ما ذكرت من مقدمات أن هنالك جوامع مشتركة، ومصالح متحققة من وراء الاستمرار بهذا الزواج. والله أعلم بالصواب.
سائلاً ربي أن يعينك على ما فيه لدنيك خير وصلاح ولآخرتك أجر وفلاح.
وهو مولى ذلك والقادر عليه.