لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الأسئلة الشرعية » الأخلاق والآداب » الاختلاط بين الجنسين

27 - ربيع أول - 1425 هـ:: 17 - مايو - 2004

امرأة وثلاثة رجال.. هل يجوز سفرهم؟

السائلة:G E S

الإستشارة:محمد بن عبد العزيز بن إبراهيم الفائز

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
سافر زوجي إلى إحدى الدول الأجنبية بطلب منه على حساب العمل، وأُرسل معه 3 زملاء له، رجلان و فتاة تبلغ من العمر 26 عاماً، وبما أننا كنا نقيم في هذا البلد لمدة تقارب 5 سنوات، فقد طُلب من زوجي مرافقة زملائه ومسؤوليته عنهم ذهابا وإيابا في مكان العمل..
فهل يجوز شرعا أن ترافق هذه الفتاه 3 رجال وتركب معهم السيارة؟
مع العلم بأن زوجي ينوي أن يقلها إلى أي مكان تريده في أيام الإجازات، لتقوم بشراء كل ما تحتاج إليه، ومع أني طلبت منه أن يعرفها على أي من زوجات أصدقائه، وهي تقوم بمساعدتها، وهن كثر، وقد سألتهن وأبدين استعدادهن للمساعدة، ولكنه يرفض، ولا أعرف السبب..
أرجو الرد سريعاً؛ لأني سأرسل له ردكم، عسى أن يتقي الله.

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
إذا كان الحال ما ذكرتِ؛ فلا يجوز للفتاة السفر من دون محرم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر إلا مع ذي محرم" (أخرجه مسلم).
هذا إذا كانت الفتاة مسلمة، وبكل حال، فإنه لا يحل لزوجك مطلقاً الخلوة بها، سواء كانت الخلوة في المسكن أو غيره، ولا يحل مصاحبته لها، كما يصاحبك ذهاباً وإياباً، بل هذا من أعظم المنكرات، وهذه فتنة عظيمة قد توقعه في أنواع من البلايا والمحرَّمات، قال صلى الله عليه وسلم: "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان معهم".

وهذا السفر لزوجك إن كان لحاجة ماسة، ولا مخالطة له بالمعاصي، وكان محافظاً على دينه من الصلاة ونحوها جاز، وإلا كان سفره هذا محرماً، وهو آثم من حين يخرج حتى يرجع؛ فإنَّ السفر لبلاد الكفار لا يجوز إلا لحاجة من صاحب دين يأمن الحرام على نفسه.

وأحب أن أحثّ زوجك على النظر في مآله، وأنَّ أبواب الرزق كثيرة، والذي يخلص من المحرمات منها هو المتوجب، ونحن جميعاً موقوفون بين يدي الجبار جلَّ جلاله، فما يسرك أن تلقى ربك به فاعمله، وما تخشاه وتستحي منه فدعه، فإنَّ اليوم عمل، وغداً إما جنة ونعيما عظيما عريضا لا ينقطع، وإما ناراً تلظى لا يصلاها إلا الأشقى، فالعاقل يختار ما ينفعه، ويصبر عن بعض ما يرغبه رجاء النفع التام والنعيم المقيم.

كما أحب لك ـ أيتها الأخت ـ أن تقنعيه بالملاطفة والأسلوب الهادئ، ولا تعنِّفي عليه، وزوجك قريب من الخير وقريب إليك، لكن عليك الهدوء والدعاء؛ فإنَّ الله لا يخيب من دعاه سبحانه.

أسأل الله تعالى - وهو الرحمن الرحيم - أن يجمع بينك وبين زوجك على خير وبر، وأن يحببك إليه ويحببه إليك، وأن يوفقكما لما فيه سعادتكما في الدنيا والآخرة.. وجميع إخواننا المسلمين.