لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات النفسية » الاضطرابات النفسيه للمراهقين

24 - محرم - 1429 هـ:: 02 - فبراير - 2008

هل ما أشعر به بسبب المراهقة؟!

السائلة:ASMAA

الإستشارة:ياسر بن عبد الكريم بكار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا الآن عمري ثمانية عشر عاما، وأحس بأشياء غريبة مثل أني إنسانة غير مرغوب فيه، فمثلا أمي تكرهني لأنها تهتم كثيرا بوالدي أثناء الإجازة، حيث أنه يعمل بأحد الدول العربية، وكأني أغار عليه، وفي نفس الوقت تهملني، فمثلا تحضر له الطعام وتقول لي اعملي الطعام لنفسك.
لا أحس أنى أحب أمي وأبي لوجود المشاكل بيننا دائما، وتقريبا لا توجد لغة حوار بيننا، وهذا يخيفني كثيرا من غضب الله. أحس أنني كئيبة دائما وحزينة وحساسة جدا ودائما أبكى قبل النوم. ولكي أتغلب على الخلاف بيني وبين أسرتي فكرت بأن أنام في النهار وأستيقظ للمذاكرة في الليل حيث أني أدرس في كلية الطب.
تقريبا أغلب الوقت أكون مكتئبة، وهذا منذ أن كنت في السادسة، حيث أتذكر أني كنت أجلس بعيدا عن الناس وأبكى، ولما أحس أني حزينة ألجأ إلى النوم، ولكن بعد فترة قصيرة أرجع إلى حالتي الطبيعية، ولذلك فأنا أغرق في أحلام اليقظة. وأيضا أنا عصبية جدا جدا.
منذ سنة تقريبا بدأت أحس بأشياء أعتقد أنها وساوس، فمثلا عندما أكون في لجنة الامتحان أحس أنني سأخرج من اللجنة من غير الإجابة على الامتحان، أو حتى ممكن تقطيع ورقة الإجابة، ولكن الحمد لله لم يحدث هذا ولكنني خائفة أن يحدث، وأيضا في بعض الأحيان أفتح الحقيبة أكثر من مرة لأتأكد أنني أخذت ما أريد وأنا متأكدة أنه معي. أيضا أنا أعاني من تأنيب ضمير لأتفه الأسباب.
لم أفكر في الانتحار والحمد لله ولكنني أنام كثيرا، وأتمنى ألا أستيقظ مثل أن يهدم البيت علي أو حتى تصدمني إحدى السيارات وأنا في الطريق.
فكرت أن أذهب إلى طبيب نفساني، ولكن دون علم أسرتي، ولكنني أخاف أن أحدا من أصحابي يشاهدني لأن المستشفي في كلية الطب التي أدرس فيها.
فهل ما أحس به شيئا طبيعيا نتيجة المراهقة وسيختفي بعد ذلك؟ أم أنه شيء موروث حيث عانت أختي من مرض نفسي قبل ذلك.
أرجوكم ساعدوني. وآسفة على الإطالة.

الإجابة

الأخت الكريمة.. مرحبا بك في موقع (لها أون لاين) وأهلا وسهلاً..
قرأت رسالتك باهتمام وأتفهم المعاناة التي تشعرين بها.. من الواضح أن هناك مزيج من مشكلتين.. الأولى هي مشاعر متضاربة تمر به الفتاة في مثل عمرك وهي أمر طبيعي وتحتاج منك إلى المزيد من الضغط على نفسك من أجل تفهم الآخرين ومسامحتهم على الأخطاء التي يرتكبونها، والشعور بالفخر لما تحققينه من انجاز والانغماس في بناء مستقبلك الزاهر.. ما شاء الله.
والثانية: هناك بعض أعراض الاكتئاب والوسواس ولا يمكنني الآن أن أحكم عليها بشكل نهائي وأنصح بأن تزوري طبيباً نفسياً حتى تتضح الأمور. وحتى تتحاشي رؤية أحد زملائك لك قومي بالسؤال عن طبيب نفسي في قسم الطب النفسي (حتى لو كان طبيباً مقيماً) طيب وخدوم، وما أكثرهم، واتصلي به بشكل شخصي وحدثيه باعتبارك زميل مهنة حتى يرتب لك موعداً خاصاً.
أرجو ألا تترددي في ذلك فأنت فتاة ذكية وأمة الإسلام بحاجة إليك فلا تتركي لمثل هذه المشكلات التي لها حل أن تعطل مسيرتك. وفقك الله لما يرضيه ومرحبا بك دوماً في موقع (لها أون لاين).