من ضيع أصله.. قال أنا تميمي
عالم الأسرة » همسات
05 - محرم - 1435 هـ| 09 - نوفمبر - 2013

طالبة طب مجتهدة، قامت برعاية المسنة وأية رعاية، لا تبتغي بها إلا وجه الله، أحبتها المسنة لخلقها، فسألتها سؤالا مهما لا بد منه:
ـ من أين أنت؟
وعلى قدر إجابتها، يتحدد موقع إعرابها، ومكانتها في القلب، فالأخلاق العالية هي التي تجعلها تجزم بأنها من قبيلتهم ومن ديارهم، و أما من كانوا خارج حمولتهم، فلا خلق ولا دين، وإن تصنعوا وإن وصلوا إلى أعلى المراتب.
ـ أنا من الشرقية.
وصدمت المسنة وأية صدمة.
ولكنها أحبت هذه الفتاة وتريد لها مخرجا
ـ بنيتي، لعل آباءك وأجدادك قد هاجروا إلى الشرقية.
ـ نعم صحيح، سمعت هذا الكلام من أهلي.
ـ فأين كانوا؟
ـ يقول والديّ أننا أصلا من بني تميم.
فلم يعجب المسنة ذلك.
ثم أردفت الطالبة: لكني لم أشاهد أراضيهم قط.
فكانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير.
وأسقط في يد العجوز، وتنهدت تنهيدة حارة كزفرة من زفرات جهنم.
ـ إيه، من ضيع أصله قال أنا تميمي.
رأت الطالبة حزن المسنة عن أصل نسبها. فأرادت أن تطمئنها
ـ يـا خالة أنا لا أفخر بتميم ولا أريد لتميم أن تفخر بي، أنا أفخر بوالدي اللذين ربياني على احترام جميع الناس مهما كانوا، وأبشرك يا خالة إن كان ضاع أصلي، فإن خلقي وديني لم يضيعا.